لم يعد يخفى على أحد أن الشاهد أصبح البيدق الجديد لحركة النهضة و أنه استغنى عن الغالي و النفيس لارضاءها و أهداها انقساما جديدا لحزبه نداء تونس الذي رشحه لرئاسة الحكومة فخان الأمانة، كما أنه أقال وزير الداخلية لطفي براهم بناء على طلب بعض قيادات حزب النهضة، و ما تعيشه تونس اليوم من اضطرابات أمنية و العملية الارهابية هو نتيجة طبيعية للاقالات العشوائية و التعيينات المشبوهة التي قام بها الوزير بالنيابة تنفيذا لتعليمات الشاهد .
و عمت الفوضى الساحة السياسية فاختلط الحابل بالنابل و اليمين مع اليسار و أثّر هذا المناخ السياسي السلبي على جميع القطاعات خاصة الاقتصادية و السياحية .
هذا ما شد انتباه الجميع لفهم هذه الخلطة الهجينة و كيف لرئيس حكومة في السلطة أن يقبل بل يسعى لتدمير حزبه عبر عدد من النواب المارقين و المشبوهين، و لا يخفى على أحد أن جميع النواب الذين يساندون الشاهد تجمعهم علاقة برجل الأعمال المتهم بالتآمر على أمن الدولة شفيق الجراية ، كما يقدم خدمات لحزب يعتبر خصما سياسيا لحزبه.
لكن لم ننتظر طويلا حتى بدأت رائحة الطبخة بالخروج، إذ أكّد لنا مصدر من داخل حركة النهضة أن اتفاقا سريا حصل بين القيادي بحركة النهضة حسين الجزيري والشاهد لتكوين توافق جديد يكون أشد صلابة من السابق و ذلك بمساندة الشاهد لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة و تعيين رفيق بوشلاكة رئيسا للحكومة.