الباجي قائد السبسي يحتقل بالذكرى ال 6 للثورة في قفصة عاصمة الحوض المنجمي وفي الذكرى التاسعة لانتفاضة أسود المناجم
بمناسبة الذكرى التاسعة ( 5 جانفي 2008) لانتفاضة الحوض المنجمي، اختار الرئيس الباجي قائد السبسي، الاحتفال بالذكرى السادسة للثورة (14 جانفي 2011)، بمدينة قفصة عاصمة الحوض المنجمي، التي مهدت انتفاضتها الى احياء الحراك الاحتجاجي، الذي كسر لأول مرة حاجز الخوف على نظام احتكر الفضاء السياسي والعمومي، وقتل الحياة السياسية وحول تونس الى "مقبرة"، وبالتالي كانت الانتفاضة التي مهدت للحراك الاحتجاجي الذي انطلق في 17 ديسمبر 2010 وتوج في 14 جانفي 2011، بهروب الرئيس الأسبق وسقوط نظامه.
اختيار الاحتفال بذكر الثورة في الحوض المنجمي يحمل أكثر من دلالة، ليس أقلها الاعتراف بريادية هذه المنطقة في نضالها ووقوفها في وجه الدولة التسلطية، فضلا عن كونه يمثل تعبير عن اعادة الاعتبار للداخل التونسي، الذي عاني ولا يزال من التهميش، برغم تأكيد دستور 2014 على ضرورة اقرار التمييز الايجابي لهذه الجهات، التي رفعت لواء الحراك الاحتجاجي والنضالي ضد تفرد نظام بن علي بادارة الشأن العام، ودفعت الضريبة من دم أبنائها وأيضا مزيد من التهميش و "الحقرة"، وضع لا يمكن أن يستمر ولابد من التعجيل بتجاوزه حتى لا تستمر حالة الاحتقان والمظلومية في قفصة وسيدي بوزيد والقصرين...
بقراره هذا يكون السبسي قد اختار الرجوع الى الثقافة السياسية للبورقيبية التي تقوم أساسا على الاتصال السياسي المباشر من خلال الالتحام بالناس والتعرف على مشاغلهم في الواقع بعيدا عن البروتوكولات الاحتفالية والخطب النمطية التي تبين أنها لا تزيد الا في تكريس الفجوة بين الحاكم والمحكوم.