تعيش حكومة الحبيب الصيد أزمة حقيقية منذ توليه الحكم، لم يتمكن من حسمها لصالحه و لصاح رئيسه الباجي قائد السبسي و داعمه الخفي كمال لطيف. تتلخص هذه الأزمة في صراع الأجنحة وشبكات المصالح داخل الدولة التونسية والنظام نفسه. وعلى الرغم من تأكيدات قائد السبسي على عدم العودة إلى الوراء مرة أخرى، في إشارة منه إلى نظام المخلوع بن علي، إلّا أنه يستعين برجال المخلوع
ويواجه الصيد خلافات بين عدة أجنحة داخل ما يصطلح على تسميته بـ »الدولة العميقة »، وأزلام الدولة النوفمبريّة، فضلاً عن الأجنحة داخل الأجهزة الأمنية، ورجال الأعمال و مديري الإعلام. بيد أن أزمته الكبيرة تكمن في عدم وجود رجال يدينون بالولاء الكامل له داخل أروقة ومؤسسات الدولة، تمهيداً للقيام بعملية إحلال وتجديد رجاله برجال بن علي، خصوصاً أنهم لا يزالون يسيطرون على مفاصل الدولة
لجأ الصيد، منذ بداية حكمه، إلى إحاطة نفسه بقيادات من الإدارة التونسية، باعتباره آتياً من نفس المؤسسة ومدعوماً منها بشكل كامل، مثل الكاتب العام للحكومة زروق، ومدير ديوانه و مستشاريه. لكن لم يتمكن الصيد، على الرغم من عدد المؤيدين الكبير له، حتى من رجال ورموز بن علي، من تشكيل نخبة مؤيدة له تدعمه بشكل كبير بعد تشتت أزمة النداء و دخول محسن مرزوق في الخط من جهة و إحتدام صراع مراكز القوى كلطيف وشفيق جرايا