عادت الاحتجاجات الاجتماعية، اليوم الاثنين، الذي يصادف أول أيام العيد، في مدينة فرنانة التونسية التي تقع في شمال غرب العاصمة تونس.
وكان أهالي فرنانة قد قاموا بتعليق الاحتجاجات بمناسبة حلول عيد الأضحى، قبل أن تعود اليوم، وذلك بعدما تم تشييع جثمان وسام نصري الذي أحرق نفسه الأربعاء وتوفي أمس الأحد.
وأكدت تقارير إعلامية متطابقة أن الأهالي توجهوا بعد دفن الشاب نصري، إلى محطة ضخ المياه بجنتورة التي تزود تونس العاصمة بالماء الصالح للشرب، مهددين بإغلاقها وقطع المياه، حسب ما أكده مراسل قناة "نسمة" بالجهة.
وأضاف مراسل "نسمة" أن المنطقة شهدت حضورا أمنيا كبيرا لحماية المنشآت العامة والخاصة، كما قامت بحماية محطة الضخ.
وفضلا عن حادثة الشاب وسام نصري، فإن أهالي فرنانة رفعوا خلال احتجاجاتهم شعارات تطالب بالحق في التنمية وأنهم جهة تعاني من الفقر والتهميش.
تجدر الإشارة إلى أن عددا من المناطق التونسية تشهد حالة من الاحتقان الاجتماعي، انفجر في وجه الحكومة الجديدة التي شكلها يوسف الشاهد منذ أكثر من أسبوع، ونالت ثقة كبيرة في البرلمان.
وقد كثف الشاهد من لقاءاته مع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين بهدف إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها بالخصوص الجهات الداخلية، وكان رئيس الحكومة الجديد قد صارح التونسيين أمام البرلمان بصعوبة الأوضاع، ودعاهم للتكاتف والتضامن والعودة للإنتاج.
ونشير إلى أن كل المؤشرات الاقتصادية تظهر "حمراء"، فالبنك المركزي أعلنها صراحة، منذ أكثر من سنة على أن البلاد قد دخلت "مرحلة الانكماش الاقتصادي، فالركود الاقتصادي وتسجيل نسبة نمو لا تتجاوز الواحد بالمئة، خلال الخمس سنوات الأخيرة، هي التي تفسر قطعا تردي الأوضاع الاجتماعية، التي ترافقت مع تواصل تدهور المقدرة الشرائية، وارتفاع نسبة البطالة خاصة عند فئة الشباب، وكذلك خريجي الجامعات والمعاهد العليا.